2022/04/26
زعيم كوريا الشمالية يتعهّد “تعزيز” الترسانة النووية لبلاده

تعهد زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ-أون العمل على “تعزيز وتطوير” ترسانة الأسلحة النووية في بلاده، وذلك في كلمة ألقاها خلال حضوره عرضاً عسكرياً في بيونغ يانغ شمل صواريخ عابرة للقارات، على ما ذكرت وسائل إعلام رسمية الثلاثاء.

ورغم خضوعها لعقوبات صارمة، سرّعت كوريا الشمالية جهود تحديث قدراتها العسكرية، وأجرت اختبارات على أسلحة محظورة هذا العام متجاهلة عروضا أميركية لإجراء محادثات، في وقت حذّر فيه مراقبون من احتمال استئناف النظام الستاليني تجاربه النووية.

ومرتديا بزة عسكرية بيضاء مطرزة بشريط بروكار ذهبي، أشرف كيم على مرور الدبابات ومنصات الصواريخ، وأكبر الصواريخ البالستية العابرة للقارات، في العرض العسكري الذي أقيم بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس الجيش الثوري الشعبي الكوري في ساحة كيم إيل-سونغ في بيونغ يانغ، وفق وسائل إعلام رسمية.

وقال كيم في الكلمة التي بثها التلفزيون الرسمي KCTV ”سنواصل بأسرع وتيرة اتخاذ خطوات لتعزيز قدرات بلادنا النووية وتطويرها”.

أضاف أن ”القوة النووية، رمز قوتنا الوطنية وجوهر قوتنا العسكرية، ينبغي تعزيزها من ناحية الجودة والحجم”.

ولم تسفر المفاوضات الدبلوماسية مع كيم حتى الآن الى اقناعه بوضع حد لبرنامجه النووي، وقد حذر ليل الإثنين من أنه سيستخدم ترسانته الذرية في حال تعرضت ”المصالح الأساسية” لكوريا الشمالية للتهديد.

وقال إن ”المهمة الأساسية لأسلحتنا النووية هي الردع، لكن لا يمكن حصر أسلحتنا النووية بمهمة وحيدة هي الردع”.

- تحذير لسيول؟ -

وأوقفت كوريا الشمالية تجاربها على القنابل النووية والصواريخ البعيدة المدى خلال المحادثات التي جرت بين كيم والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والتي سرعان ما باءت بالفشل وانهارت في 2019.

واختبرت بيونغ يانغ الشهر الماضي صاروخا بالستيا عابرا للقارات للمرة الأولى منذ 2017، وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية مؤشرات إلى نشاط في موقع للتجارب النووية، كانت كوريا الشمالية أعلنت تدميره في 2018 قبيل أول لقاء قمة بين ترامب وكيم.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس الثلاثاء إن واشنطن ما زالت ”منفتحة على الانخراط في الدبلوماسية والحوار” مع كوريا الشمالية حول إنهاء برنامجها النووي.

وأضاف للصحافيين ”لكن لدينا التزام أيضا بالتعامل مع الاستفزازات الأخيرة التي شهدناها من كوريا الشمالية بما فيها إطلاق صاروخين عابرين للقارّات أخيرا”.

وقد يكون خطاب كيم المتعلق بمهمة أسلحته النووية رسالة للرئيس الجديد المنتخب في كوريا الجنوبية، المحافظ يون سوك-يول الذي سيتولى مهامه في 10 أيار/مايو، بحسب محللين.

وقال الاستاذ في جامعة الدراسات الكورية الجنوبية يان مو-جين إن الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب ”هدّد بضربة وقائية لبيونغ يانغ إذا لزم الأمر، ويبدو أنّ كيم يقول بصورة غير مباشرة إنّ عليه ربّما أن يردّ بأساليب نووية”.

والبزة العسكرية البيضاء مع شارة مارشال، أعلى الرتب العسكرية في كوريا الشمالية، هي أيضا رسالة إلى سيول بحسب تشوينغ سيونغ-تشان من معهد سيجونغ.

وقال إن ذلك يرمز إلى”موقفه القوي جدا تجاه إدارة يون سوك-يول المرتقبة”.

وأضاف أنّ كلمة كيم في العرض العسكري ”تلفت إلى أن عتبة استخدام كوريا الشمالية للأسلحة النووية يمكن خفضها أكثر”.

- لا جديد؟ -

وأظهرت مشاهد التلفزيون الرسمي صفوفاً من الجنود حاملين أعلاماً وأسلحة وهم يسيرون في تشكيلات في الساحة المضاءة، فيما كانت مذيعة الأخبار الشهيرة ري تشون هي تقدم تلك الوحدات.

ومتوسطاً جنرالاته ابتسم كيم وحيّا الجنود بينما كانت الطائرات الكورية الشمالية تحلّق في تشكيلات على علوّ منخفض، قبل أن تمرّ الصواريخ، من الصواريخ البالستية قصيرة المدى إلى الفرط صوتية، على حاملات مرّت في الساحة، بحسب المشاهد المصوّرة.

وقالت المذيعة ري في تلك الأثناء ”هذه معدّات فائقة التطوّر مع قوة ضاربة يمكنها بشكل استباقي ودقيق القضاء على أيّ عدو خارج أرضنا”.

وبحسب المشاهد التلفزيونية فقد تضمّن العرض أكثر الأسلحة تطورا ومنها الصواريخ البالستية العابرة للقارات ولا سيما صواريخ فرط صوتية والصاروخ ”هواسونغ-17” الذي تقول كوريا الشمالية إنّها اختبرته بنجاح في 24 آذار/مارس.

ولدى عبور صواريخ هواسونغ-17 الساحة قالت المذيعة إنّ تلك الصواريخ ”تتقدّم اليوم بفخر بعد أن أظهرت للعالم القيمة الفعلية لقوتها المطلقة”.

وآنذاك أشادت وسائل الإعلام الرسمية بعملية الإطلاق ”المعجزة” لأكثر الصواريخ البالستية العابرة للقارات تطورا، ونشرت صورا مذهلة وتسجيلات فيديو تظهر كيم يشرف شخصيا على التجربة.

غير أنّ محلّلين رصدوا ثغرات في رواية بيونغ يانغ، وخلصت أجهزة الاستخبارات الأميركية والكورية الجنوبية إلى أنّه في الواقع صاروخ من طراز ”هواسونغ-15” الأقلّ تطورا والذي سبق وأن اختبر في 2017.

وقال تشاد أوكارول من موقع ”إن كي” الإخباري المتخصّص ومقرّه سيول ”رغم كلّ هذه الضجة وأشهر من التمارين، فإنّ العرض العسكري الكوري الشمالي الذي جرى ليل الإثنين لم يعرض حقيقة الكثير من القدرات الجديدة”.

وأضاف في بث مباشر على يوتيوب ”لقد رأينا الغالبية العظمى من هذا قبل عامين”.

وتنظم كوريا الشمالية عروضا عسكرية في مناسبات وأعياد مهمة. ويدرس الخبراء عن كثب هذه العروض للوقوف على مؤشرات حول آخر الأسلحة التي طورتها بوينغ يانغ.

وبينما كان كيم جونغ-أون وزوجته يغادران في نهاية العرض، أظهرت مشاهد التلفزيون الرسمي صورة قريبة لأحد المشاهدين وهو يبكي، فرحا على ما يبدو، بينما كانت الأسهم النارية تضيء السماء.

تم طباعة هذه الخبر من موقع المشهد الدولي https://www.almashhad-alduali.com - رابط الخبر: https://www.almashhad-alduali.com/news17512.html