شيرين أبو عاقلة

عمر الحار
الخميس ، ١٢ مايو ٢٠٢٢ الساعة ٠٢:٤٢ صباحاً
مشاركة |

تغتسل فلسطين كل يوم بالدم والدموع , وتودع ابطالها والخالدين في تاريخ بترتيل اية من الشعر والقرآن والانجيل معا . ولا تبخل على شهدائها بإقامة اعراس ودعاهم وسط  ارتال من الدعوات الموصولة بين الأرض والسماء , ولا طريق للاحزان في قلبها المعبدة بأسماء الشهداء والقابهم الرجولية . تتناثر الدمعات  في صفيحة عينها وتتطاير من حدقاتها قذائف محرقة في وجوه قتلة الأطفال والنساء , ويتقاسم أهلها الصابرون على اضيم والقتل احزانهم كفطائر الخبز على مسبغة , ويمضون في طريق الشهادة جيل بعد جيل ويتوارثون البطولة كابر عن كابر حرائرا واحرارا وكأنما قد  خلقوا لها ولم يتخلفوا ذات يوم عن حمل امانتها  وهي مثقلة بمغرم الأرض المستباحة بكل شذاذ الآفاق ولا تفت من توديع شهيد الا لتستقبل اخر , وتودع احزانها المستدامة  معهم , ولا يدور في خلدها متى اخر عهدا لها  بالحزن وهو المتجدد في حياتها كل يوم ولا تستطب نعمها الا بشهيد . 

ضحى العرب بقبلتهم وضحى الله بهم كالخراف في مزبلة التاريخ والخيانة , ورماهم بلا رحمة في المذلة والهوان , وتوالي نكباتها وتتابعها دولة بعد أخرى وفي الالفية الثالثة من التاريخ الكوني الحديث. وبطريقة انستنا مأساة فلسطين الغائرة في ذاكرة الزمان والغائبة عن ضمير الانسان المعاصر . 

رحم الله شهيدة الحق والحقيقة شيرين بوعاقلة . وكم سنفتقد صوتها المتهدج بجمال البيان , وتقاسيم وجهها المتقاطعة مع احزان فلسطين المزمنة . وهي شاهدة وشهيدة على حقب من مآسيها. 

وجرت العادة تداخل كتابة مراثي فلسطين مع شهدائها.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!