عاجل مصدر اعلامي : أنباء شبه مؤكدة عن وفاة حاكم عربي

ليس في الاسلام رجال دين وكهنة

د. مروان الغفوري
الثلاثاء ، ١٧ مايو ٢٠٢٢ الساعة ٠١:٥٧ صباحاً
مشاركة |

أنا لا شيخ ولا مهرج، ولا عندي هوس لا بالزفة ولا الحضور. 

كتبت مقالين حول مفهوم الكفر في القرآن. من خلال تتبع معين لنصوص "الكتاب" أردت أن أقول أن الإلحاد مسألة صغيرة داخل المنظومة الشاملة المسماة الكفر، وهي تمتد من الموقف الفلسفي حتى اقتلاع الآخر من وجوده وتاريخه. لا أدري ما إذا كان آخرون قد عالجوا المسألة على النحو الذي فعلته (أي فصل الإلحاد عن الكفر، أو اعتباره كفرا صغيرا)، في نهاية المطاف أزعم أن ما كتبته يستحق النقاش،  وأظن أن المناولات التي دارت حولها والمعالجات التي قدمها قليلون ستساعد على استقرار الفكرة على نحو ربما أكثر نضوجا من صورتها الأولية.

 البحث عن مسألة معينة داخل خطاب، سماوي أو أرضي، لا تحتاج سوى لمهارتين: الخبرة مع النصوص، والحساسية اللغوية.  هناك من عرض علي هذا المقترح: سنجري عليك عملية جراحية مقابل أن نسمح لك بعرض فهمك للنص. يخلط المتقون دائما بين المعارف والعلوم، بين المعمل واللغة. إذا كنت تعتقد أني كلفت بهذا الكتاب، حمله وتأويله والامتثال له، فلا بد وأن تستمع إلي حين أقول لك: هذا ما أدركته. طلبوا مني إيمانا عميقا، واشترطوا أن يكون إيماني العميق أعمى، ثم سحلوني قبل أن أقول لهم اسم والدي أحمد. 

من الجيد أن تثير الكتابة، أي كتابة، نقاشا. ومن غير الجيد أن يحل العنف والسباب مطرح الجدل. 

كنت قد عقدت العزم على تتبع ثيمات أخرى لا تقل أهمية كالجنة والنار، الجنس في الإسلام، الخلود، الخطيئة .. وسواها. لا أقصد إجراء بحثا معرفيا حول كل مسألة وإنما تتبع حضورها داخل النص القرآني. لا بد من التأكيد هنا على أمر غاية في الأهمية: إن كتابتي حول القرآن لا تعطي أي صورة عن طبيعة اعتقادي. 

مركزية الكفر في الوعي الإسلامي حاسمة، كما لو أن الإسلام قائم عليها ومحمي بها. لذا فإن الاقتراب من هذه الدالة محفوف بالمخاطر، وهو يعادل الحقيبة النووية أهمية، بالنسبة للمجتمع المسلم. محاولاتي الأخيرة أحدثت فزعا أكثر مما أثارت نقاشا، وبدوت داخل تلك الجلبة كأني الرجل الذي يريد أن يسرق من المسلمين سلاح الردع خاصتهم، أو يعطل أزراره. 

تقافز شيوخ كبار، بعضهم في الاتحاد العالمي لعلماء الإسلامي، محتشدين بعشرات الآيات التي تدخل الناس في الكفر ثم تلقيهم في النار. قلت في كتابتي إن آيات "الكفر" زهاء ٥٠٠، ولا بد من تناولها كخطاب عام وليس بالتقطير. وهذا ما لم يفعلوه، وعجزوا لفرط خوفهم على الحقيبة النووية عن إدراك ما أردت قوله. غير أني أفهم تماما ما يريدون قوله: نحن فقط نعلم ما يريد الله قوله، وما عليك سوى أن تنشغل بالطب. ثم يغمغون على نحو مفضوح: ليس في الاسلام رجال دين وكهنة. 

أنا هنا لأطمئنهم وأقول: حقيبتكم آمنة، وقذائفكم التي أصابت أعداءكم وأصابتكم ألف مرة لا تزال في وهجها الكامل. لم يخطر ببالي أن أفتح باب الجنة لمن هب ودب، كما تخيل الأكثر إيمانا. يقول القرآن إنه ما من حد لسعة الجنة ولو أدخلنا فيها الجن والهوام، لا خوف على نصيبكم من العسل والنسوان. أنتم تعرفون ذلك، فلم الفزع؟ الحقيبة آمنة والجنة واسعة. وحتى لو فتحت الباب لكل الناس فمم تخافون؟ ضرع الحورية يسقي حارة (كما يقول أحد أبطال سروري). 

الحب والمحبة وسواهما.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!