ماذا حل باليمن طيلة 12 قرنا؟

د. مروان الغفوري
الجمعة ، ٢٤ يونيو ٢٠٢٢ الساعة ٠٢:٥٠ صباحاً
مشاركة |

انفعل عبملك لأنه سمع أن الناس في صنعاء تململت (قليلا جدا) وأن بعضهم سأل عن راتبه الشهري. أطلق الآلبيتيون على تلك الفئة صفة المواعش، وهي دمج لكلمتي مرتبات ودواعش، أو من المعاشات. 

يمكن تفهم غضب آل البيت من مطالبة (رعاياهم) بالحاجات الأساسية. ذلك أن الحكم تفويض إلهي، سماوي، نازل من الأعلى، ولا علاقة له باختيار الناس. وحدها الأنظمة التي يختارها البشر مطالبة على الدوام بالإيفاء بتعاقداتها الصريحة والضمنية كي لا تفقد مشروعيتها. لآل البيت مشروعية عابرة للزمن وللأجيال، وعليه فإن مطالبتها بالخدمات هي إهانة عميقة للإسلام. الحقيقة أن الأمر يشبه البصق في وجه الإله. 

يستحق السائل عن رتبه الشهري منزلة الداعشي، بكل ما للنعت من تبعات قانونية وفي مطلعها احتسابه مهدور الدم.

 أمس أكد عبملك (أبرز رجال آل رسول الله) هذا الحكم، مضيفا إليه اعتبار "المواعش" أيضا مندسين يعملون في خدمة أجنبي يريد احتلال بلدنا (لا أدري لماذا لم يقل بلادنا). 

إن أفضل ما يمكن أن يقدمه اليمني في حياته أن يكون خادما لآل البيت، على أهبة الموت دائما خدمة للتفويض الإلهي.

ماذا حل باليمن طيلة 12 قرنا؟ أخرجت من التاريخ. كانت أكثر الأمم سكانا، وأقدمهم تاريخا (على الأقل ضمن حواضر الشرق الأدنى). حال آل البيت دون أن تنجز تلك الأمة شيئا، وورثنا تاريخا فارغا تماما سوى من شظايا من الأسماء لا يمكن أن تكون هي كل ما تقدر عليه الأمة. قال الأكوع، المؤرخ والمحقق، إنه كانت تمر على اليمن السبعون عاما لا تنتج فيها كتابا واحدا. هذا موت شامل لأمة إذا ما علمنا أن بغداد وباقي الحواضر عجت بالكتب حتى كبست الأنهار. 

12 قرنا من الظلام الدامس. كان آل البيت يهلكون القرية بمن فيها إذا ما نبغ فيها شاعر أو برز فيها كاتب. وفي السهول سمحوا لمذهب سافئ اسمه الشافعية بالتجاور، ذلك أنه في نهاية الأمر واحدا من فروع آل البيت، حديقتهم الخلفية (قال جدي رسول الله، يقول جدي رسول الله.. كان الشافعي يكتب). عاد الآلبيتيون ببهاليلهم وخيولهم وأخذوا البلاد رهينة وسيذهبون بها في الظلام ألف سنة. ومنذ أولى طلائع عودتهم كام علمانيو اليمن يتفاعلون ويتزاغطون ويتزاحرون إذا أشار أحدنا قائلا إنهم آل البيت، لقد عادوا. وفقا لتلك الفئة الزائفة فإن الإشارة إلى جوهر العصابة هو تمييز طائفي. الحقيقة أنهم إنما كانوا يخشون في سرهم من إهانة مقام النبوة، المقام الذي أفلتوا منه شكليا وحسب. وهكذا هي العلمانية شديدة الزيف. 

أمس طالب عبملك جماعته بأن لا تتوقف لحظة عن: الحشد، التجنيد، التدريب، الاستعداد، التصنيع العسكري، ومطاردة المندسين. وقال إن هناك أجنبيا يحتل البلد، وأن المعركة معه لم تنته.

 والبلاد واقفة تشاهد: كلما ضمر دنبوع ازدهر آخر. 

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!