العرض العسكري الحوثي في الحديدة: لمن الأمر في ساحة اللعبة؟

د. عادل الشجاع
الاثنين ، ٠٥ سبتمبر ٢٠٢٢ الساعة ١٢:١٣ صباحاً
مشاركة |

لم يعد خافيا ، تلك العلاقة بين الإدارة الأمريكية وجماعة الحوثي الإرهابية ، فقد أصبحت الإدارة الأمريكية هي المتحدث الرسمي باسم هذه الجماعة وهي التي تفاوض على الهدنة نيابة عن هذه العصابة ، وليس أدل على ذلك من وقوفها بكل ما أوتيت من قوة للوصول إلى اتفاق ستوكهولم الذي بواسطته منعت هزيمة الحوثي والذي باسمه قوضت الشرعية وباسمه وجهت المعركة جنوبا بدلا من أن تكون شمالا.

لم يكن اختيار عصابة الحوثي الإرهابية لعرضها العسكري في الحديدة اعتباطا ، بل كان مختارا بعناية ويتساوق مع كل التصريحات التي أطلقها قادة إيرانيون في مراحل مختلفة حول العمق الاستراتيجي لإيران في اليمن والسيطرة على باب المندب ، ولم تمض سوى أيام قليلة على تهديد الرئيس روحاني بإغلاق باب المندب ، حتى أقدمت عصابة الحوثي على استهداف ناقلات نفط سعودية ، ولم تحرك الولايات المتحدة الأمريكية ساكنا بالرغم من أن ذلك عمل إرهابي .

كل ما لمسناه من ردود فعل على العرض العسكري لعصابة الحوثي الإرهابية ، مندوب السعودية في الأمم المتحدة قال إن تلك الأسلحة المعروضة هي صناعة أمريكية ، أما صغير بن عزيز رئيس الأركان في قوات الشرعية فقد قال ، إن مليشيا الحوثي مجرد أداة إيرانية سيتم القضاء عليها ، ولا ندري متى سيكون ذلك ، خاصة وأن الرجل مشغول برسالة الدكتوراه الافتراضية عبر الفضاء الافتراضي ، مع العلم أنه لو قاد معركة حقيقية لهزيمة الحوثيين ، لأغنته عن ألف شهادة دكتوراه ، والأمم المتحدة ليس أمامها سوى التعبير عن قلقها من ذلك العرض ، أما طارق صالح فقد توعدها كعادته بالمنازلة في صنعاء .

لم تقدم عصابة الحوثي الإرهابية على ذلك العرض العسكري إلا بعد أن وفرت لها أمريكا وإيران وإسرائيل الغطاء الأمني ، فقد دفعت بالتحالف منذ فترة للانسحاب من الحديدة والذهاب إلى شبوة تحت مبرر دعم القوات الحكومية التي تخوض معارك عنيفة في مأرب والجوف وشبوة ، كماقال  تركي المالكي ، الذي حرص على عقد مؤتمره الصحفي في شبوة معلنا معركة " حرية اليمن السعيد " ولم تكن المعركة سوى ضرب ما تبقى من قوات الشرعية .

لقد كان الانسحاب من الحديدة تتويجا لاتفاق بين أمريكا وإيران ، نفذه التحالف عن الجانب الأمريكي وعصابة الحوثي عن الجانب الإيراني ، وقد تم ذلك بعيدا عن علم بعثة الأمم المتحدة المعنية بمراقبة اتفاق ستوكهولم وإعادة الانتشار بين الطرفين ، فالعلاقة الأمريكية الإيرانية واضحة على مستوى الفعل ، فقد حولت الإدارة الأمريكية الاتحاد الأوروبي بكل دوله إلى سكرتارية تعمل على ترتيب الملف النووي الإيراني الذي وصل إلى ما وصل إليه ، بينما كلفت إسرائيل بضرب المفاعل النووي العراقي وهو في بداياته الأولى وحشدت تحالف دولي لضرب سوريا وأجبرتها بواسطة روسيا على تفكيك مشروعها ، واليوم المتحدث باسم الخارجية الأميركية يقول ، تسلمنا من خلال الاتحاد الأوروبي تعليقات إيران على العرض النهائي الذي اقترحه الاتحاد .

أخلص إلى القول ، إن عصابة الحوثي الإرهابية ، هي الوجه الآخر للعصابة الصهيونية وكلاهما تلقتا الدعم من بريطانيا وأمريكا ، وما العرض العسكري في الحديدة إلا رسالة واضحة بأن الهلال الشيعي الذي رسمته أمريكا ووضعت إيران على رأسه قد بدأت أطرافه تتضح من البحر الأحمر في اليمن إلى البحر الأبيض المتوسط في لبنان وبينهما مضيق باب المندب الذي تحميه القواعد الإيرانية الإسرائلية المتواجدة جنبا إلى جنب في إثيوبيا وجنوب السودان وإريتيريا واليمن ، فإذا كانت إيران عدوة لإسرائيل ، فكيف نفسر تجاورهما في بلدان مشتركة ، أما نحن في اليمن فقد وقعنا بيد السعودية والإمارات وبيد أرخص العملاء من اليمنيين الذين يعملون بكل طاقاتهم لإدخال المحتل إلى بلادهم .

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!