معايير مزدوجة!

حسين الوادعي
الخميس ، ٢٥ مايو ٢٠٢٣ الساعة ٠٦:١٥ صباحاً
مشاركة |

أكثر المثقفين الغربيين احتراما وتقديرا في الأوساط العربية/الإسلامية هم اولئك الذين نقدوا ثقافتهم وهويتهم وحضارتهم الغربية نقدا عنيفا وجذريا.. 

من فوكو الى تسومسكي وشفيتزر وتوينبي ورودنسون وجاك بيرك. 

وأكثر المفكرين تقديرا من قبل العرب/المسلمين هم اولئك الذين تركوا عقائدهم الأصلية وانتقدوها وخرجوا عنها من مراد هوفمان إلى محمد أسد وجارودي وغيرهم.

وكلما علا صوت المفكر الغربي في نقد حضارته ودينه ومجتمعه وقيمه وأخلاقه، كلما زاد تقدير العرب والمسلمين له. فالمفكر الشجاع عندهم هو الذي ينسف أفكار حضارته وهويتها وثقافتها.

كل هذا جميل.. 

ولكل الحق في اختيار ما يريد..

لكن حتى لا نقع في النفاق علينا، كما أعتقد، أن نتعامل مع المفكرين العرب والمسلمين الذين ينقدون الحضارة العربية الإسلامية نقدا عنيفا وجذريا بنفس الطريقة، وان نعتبرهم مفكرين شجعان مثلما اعتبرنا نقد المفكرين الغربيين العنيف للحضارة الغربية شجاعة.

وأن نتعامل مع المفكرين المسلمين الذين يقررون الخروج على الإسلام بنفس الاحترام الذي نتعامل به مع المفكرين الخارجين على الأديان الأخرى.

فما دام نقد الذات والهوية والقيم والدين شجاعة..فهي شجاعة تنطبق على الجميع ولا يمكن استثناء أنفسنا منها.

ومن غير المعقول ان اعتبر النقد الجذري للحضارة الغربية من قبل المثقفين الغربيين شجاعة، وفي نفس الوقت اعتبر أي نقد للثقافة الإسلامية والعربية من قبل أي مفكر عربي انسلاخا وخيانة!

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!