سلام وبعد

فتحي بن لزرق
السبت ، ١٦ سبتمبر ٢٠٢٣ الساعة ٠١:٢٥ صباحاً
مشاركة |

أنا مع السلام ووقف الحرب في بلادي ، وادرك كل الادراك ان إتفاق السلام هذا لن يكون مثالياً ولكنه خطوة أولى صوب تسوية سياسية تنتهي بوضع طبيعي سنصل اليه اليوم او غداً.

انا مع السلام لأنني ببساطة تعبت مثلي مثل أي مواطن في عموم اليمن ، اريد ان اصحو على واقع الدولة والنظام والقانون وغياب الميلشيات بكافة أشكالها في كل المحافظات.

أريد للناس ان تتسلم مرتباتها بإنتظام ، اريد ان تسود العدالة ، أريد ان تُفتح الطرقات بين كافة مناطق اليمن ، لا اريد ان اصحو كل يوم على سعر مختلف للعملة الوطنية .

انا بذاتي لا أريد مع كل أزمة وصراع ان احمل أطفالي واغادر الى ان تهدأ الأوضاع ، رحلة عذاب منهكة تستهلك كل قواي ومشاعري وأحاسيسي ..

لا أريد ان أقف بأطفالي على حواجز المطارات في رحلة عبور أضطرارية لاذنب لهم فيها..

أريد ان يحيا أهلي مثلما تعيش كل المعمورة ، أريد ان ازور مطاري صنعاء وعدن فلا أجد أي مواطن أضطر لمغادرة البلاد تحت وطأة الخوف وانعدام الأمان وقلة الحيلة ..

إنتِ وين ؟ تعبت مني المطارات تعبت مني المسافات

أنا بكل المدن مريت وانا من غربتي مليت

وعاشق .. عاشق .. عاشق

أنثر شوقي في صوتي إذا ناديت

إنتِ وين ؟ 

لسان حال الملايين من اليمنيين الذين يطاردون كل صباح بصيص أمل العودة الى البلاد التي هُجروا منها. 

أريد أن ازور شارع العشرين بفيصل في مصر فلا أقابل يمني واحد ، أريد ان أرى كل المؤسسات الحكومية وهي ممتلئة عن أخرها بموظفيها ، اريد أن أرى جيش واحد وأمن واحد وحكومة واحدة وبنك واحد وشراكة سياسية تضم جميع الأطراف .

أريد ان أمارس حقي في زيارة كل المدن اليمنية والإقامة فيها والعمل ، لا أريد ان يسألني احد عن الصور التي بهاتفي لكي يدينني بصورة منها ..

كرهنا زمن النقاط والتفتيش في عيوننا قبل اجسادنا، في لهجاتنا قبل حقائبنا، أريد ان امر بكل نقطة وانا اقهقه فرحاً لا ان يسودني خوف الانتماء ..

لا أريد وطناً يمر فيه كل الغرباء إلا انا.. 

9 سنوات من الحرب أنهكت كل مشاعرنا ، 9 سنوات من الحرب كفيلة بإستنفاد كل الم ووجع وقهر ودموع وبالتالي دعونا نجرب السلام ونمضي اليه ، فشلنا بحل جميع مشاكلنا بالبندقية فلنجرب هذه المرة بالحوار والكلمة والسلام ..

نريد أن نمنح جوازات سفرنا إستراحة طويلة الأمد ، نريد ان نحمل أمل اليوم والغد وكل يوم ..

أشتقنا لبلادنا على سوء حالها قبل الحرب وهي لم تكن جنة ولا نريد سوى ان تعود هذه المعمورة الى ماكانت عليه ، أحلامنا صغيرة وضئيلة افسحوا لها المجال تمضي الى حال سبيلها..

ولدعاة الحرب ، لوجه الله توقفوا فلا أنتم ولا اولادكم ولا حقوقكم معنا ابقوا مكانكم في عواصم العالم المختلفة ودعونا نداري على شمعة البلاد لكي ينطفئ ضوئها الأخير ونهلك..

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!