ثمّة يومٌ تال للحرب.. وهذا ما سيكون عليه

د. مروان الغفوري
الخميس ، ٢١ ديسمبر ٢٠٢٣ الساعة ٠١:٣٩ صباحاً
مشاركة |

امتلأت أياديهم بالنصر فتحدثوا عن اليوم التالي للحرب. وفي الضفة الغربية شرع فريق بريطاني في تدريب الساسة الفلسطينيين على إدارة القطاع.

ثمّة يومٌ تال للحرب، ولنتفق أولاً على أن سعة ذلك اليوم عشرة أعوام، وهذا ما سيكون عليه:

- سيرتفع عدد مقاتلي حماس إلى مائة ألف في أقل تقدير. أين سيذهب الناس الذين خسروا كل شيء؟

- سيبلغ تعدد أهل غزة الأربعة مليون، من مليون وثلاثمائة ألف في العام 2005م. سيحاولون مرّة أخرى اقتحام الجدار. من يشك في ذلك؟ غير أن السؤال هو: بالدراجات النارية كما في المرة السابقة؟

- سيقفز عرب أوروبا من خمسين مليوناً- العدد الراهن- إلى مائة مليون. أيمكن لعالم في السياسة الإدعاء بأنه حدث في الهامش؟

- سيدخل جيل جديد إلى عالم السياسة والتأثير في الغرب، وهو الجيل الذي لا يقيم وزناً لوعود التوراة ولا معاركها.

- ستحل الوسائط الجديدة مكان الوسائل القديمة، وستجد السردية الصهيونية نفسها تهوي في بحر لا قرار له.

- ستثبت الصين مكانها كحاكم اقتصادي للعالم كما كانت في العام 1893. آنذاك سخر إمبراطور الصين من خطاب بريطاني يعرض عليه التبادل التجاري، قال: هذه أمة تصنع كل شيء، ما حاجة لنا ببضاعتك؟ ثمة توجّس صيني تجاه "الأثر اليهودي". يخوض الصينيون صراعاً مميتاً مع عملاق اقتصادي اسمه أميركا، الكثير من مخالبه الاقتصادية والتقنية "يهودية".

- ستضع الهند أقدامها، بثبات، في قائمة الاقتصادات الأربع الأولى، وسيكون لذلك تبعات سياسية هائلة.

- سيزعزع اليمين الأوروبي القارة العجوز حتى العظم. فقد بات البديل الألماني، الفاشي، يحتل المرتبة الثانية ضمن ترتيب القوى السياسية في البلاد بواقع 23 في المائة بحسب أحدث استطلاع، وهو تشكيل تأسس في العام 2013. وفي استطلاع حديث، أكتوبر الماضي، قال 78 في المائة من ناخبي الحزب إن ألمانيا غير معنيّة بالدفاع عن أمن إسرائيل.

- سيقطع العالم الإيراني مسافة بعيدة في التصنيع العسكري والتأثير السياسي، وستكون هناك صواريخ فرط صوتية على بعد عشرات الكيلومترات من الحدود الإسرائيلية. وربما رؤوس نووية في مكان ما في فارس.

- ستنهك "الحرب الأبدية" الروسية العالم الغربي. وستخلق الصين بطالة متزايدة في أميركا. سيؤدي كل هذا إلى تفشي أسوأ الظواهر الشعبوية الممكنة. يمكننا القول: على حساب إسرائيل وأمنها.

- سيختفي عدد من القادة العرب من الواجهة، بالموت وخلافه، وسيأتي آخرون. قد ينج انقلابيون قوميون في الوصول إلى السلطة في بلد أو آخر، قد تؤتي موجة ديموقراطية أكلها، قد يدخل العرب في سباق مع الفرس حول "أينا أكثر اهتماماً بالقدس".

- سيبلغ الشعب العربي ال600 مليوناً، ومن الممكن أن تنشأ ظواهر عنف دينية أو يسارية بالغة التعقيد. سيجد العرب في الوسائط الاجتماعية صرحاً مباحاً، سيواصلون خوض معركة الحقيقة والسردية. سيصيرون إلى ديكتاتورية شمولية فيما يخص الصراع العربي- الإسرائيلي.

- إذا ذرعنا الخارطة من المغرب على المحيط الأطلسي إلى آذربيجان "الشيعية المسلمة" على بحر قزوين فسنرى جغرافيا متصلة ببعضها، شديدة العداء لإسرائيل بلا استثناء. يكتمل القوس بتركيا المعتدّة بتاريخها الإسلامي- العثماني. إسرائيل تبدو بقعة شديدة الضآلة، ما من صديق لها في كل تلك الأنحاء سوى نصف جزيرة قبرص [الجزء اليوناني من الجزيرة].

- ستنفجر قارة أفريقيا سكانيّاً، وسنشهد بقعاً مزدهرة اقتصادياً، وأقاليم أفريقية على قطيعة مع الغرب. ستضرب الصين في وسط القارة، وستفرض على أنظمتها الحاكمة تبعية سياسية في المحافل الدولية، كما تفعل الآن مع النظام اليوناني الذي يصوت، على نحو متكرر، ضد تقارير حقوق الإنسان في الصين.

- العالم التركي الذي برز إلى الوجود بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وتشكل رسمياً ضمن "منظمة الدول التركية" في العام 2009 [تركيا، أذربيجان، كازاخستان،قيرغيزستان، أوزبكستان، تركمانستان، شمال قبرص]، سيصبح أكثر تأثيراً في مجاله الحيوي. في ذلك الفضاء ينظر إلى إسرائيل، على المستوي الشعبي، بوصفها مشروعاً استعماريّاً عدوانيّاً.

- اليوم التالي للحرب على غزة يوم طويل ومتشابك ستنحسر فيها أمواج وتعلو أخرى. 

- عشرات آلاف القنابل التي ألقتها إسرائيل على غزة دمرت منازل المساكين وأيقظت كل العالم. 

أبرز ما جاء في لقاء معالي الدكتور شائع محسن الزنداني مع قناة سكاي...

لا تعليق!