قال لي ما الذي تريد ان تكتبه عن ثورة ٢٦ سبتمبر هذا العام ..!؟
قلت له :" الأحرف وحدها لاتكفي ، حبر المدا د ذاته لن يوفي حق هذه الثورة عظمتها ، ثمة مقالات يجب ان تُكتب بالدم..!
بالدم؟! نعم بالدم الأحمر القاني والحارأيضاً.. شق وريدك واغرس ريشتك في دمك ثم دون ..
لاقيمة للثورات ان لم تكتب بالدم ، وتخلد بالتضحية وتُرفع بالأكف الى عنان السماء.
ومايصنع بالدم يُحفظ بالدم ويسقى بالدم . ماقيمة الثورة ان لم تكن خالدة ،عظيمة، بهية ،يحرسها الشعب..!!
ماقيمة الأشياء دون ان نراها واقعا ونحياها معيشة ؟
دوّن عن الحدث الذي طلعت فيه الشمس من مشارقها حقاً ورأها الناس شمسا دونما مواربة وهي الشمس التي لم تكن تشرق أبداً ،عن الحدث الذي منح الناس لستين عام تنقص الا قليل حريتهم وكرامتهم وطرقاتهم ومدارسهم ومعاهدهم واحزابهم وصحفهم وجامعاتهم ووطنهم الكبير الذي اتسع فلامس افق السماء وتجاوزه .
دوّن عن الحدث الذي كانت اليمن فيه موطئ قدم للقريب والغريب ، أرض خير ومحبة والفة وسلام وتعايش .
دوّن واحك وأكتب عن الزمن الذي تشتاقه ارواحنا ، نحكيه لأطفالنا ونخشى ان يقال ذات يوم :"هي أضغاث أحلام، أساطير مرت من هنا وأرتحلت .. ، دون ايضا عن عقد من الزمان أخير ماتركنا فيه حاجز انتظار الا ووقفنا فيه ولا مطار الا وتعثرت فيه خطواتنا ولا نقطة تفتيش الا تبعثرت فيها هوياتنا قبل أشياءنا ونحن الذين كنا نمضي فيها ونستخسر حتى التحية على جندي الثورة والجمهورية والوحدة..!
دون عن الحدث الذي عشنا خيراته ولم نشعر بها ولامستنا حريته ولم نقدر قيمتها وسرنا في طريقه ولم نشعر بإختصار زمنها ووقتها ودرسنا في جامعاته ومدارسه ولم ندرك قيمة نور علمه، اكتب لي عن الزمن الذي دوّن عبارة "العلم نور والجهل ظلام" حتى كاد ان ينحتها على جباهنا.
العبارة التي دونت على واجهة كل فصل ومررنا بها سنوات طويلة دون ان ندرك ان ثمة من يتربص بنا..!
دوّن عن الحدث الذي حاصروه ونكّلوه ولازالوا.. دوّن عن( ٢٦ سبتمبر) لكي لاينسى الناس ان اماتهم ولدتهم احرارا ، دوّن عن سبتمبر لكي يتذكر الناس انهم ولدوا بلا قيود ولا اصفاد ولا معاصم وانهم حينما اطلوا على هذه الدنيا (صرخوا)..
وهل ينسى الناس حريتهم ..؟
أخشى على الناس نوبة اليأس..!
دوّن لكي لاتموت الاشجار وان ماتت فلتمت واقفة..