الرياض وهموم الجامعة العربية ..

بقلم / ياسين سالم
الخميس ، ١٢ يونيو ٢٠٢٥ الساعة ٠٧:٥٨ صباحاً
مشاركة |

اقدم منظمة في العالم بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية هي الآمانة العامّة لجامعة الدول العربية والتي قد تأسست في 22 مارس 1945م أي قبل منظمة الأمم المتحدة بشهور ، وتكونت منظمة الجامعة العربية في أول تشكيل لها من سبع دول عربية هي المملكة العربية السعودية إضافة الى ست دول كانت تتمتع بالإستقلال السياسي وقتذاك منها مصر وسوريا وشرق الأردن ولبنان والعراق واليمن وكانت هناك زيادة مستمرة في العضوية حتى وصل العدد الإجمالي الى 22 عضو،

 

الجدير بالذكر انه قد طرأت تغيرات كثيرة على معظم الدول التي قامت بتأسيس جامعة الدول العربية على عدة اصعدة عدا السعودية ، مثلاً تغير أساليب الحكم المختلفة التي تستخدمها الدول لتسيير شؤونها ومسميات بعض الدول من ملكية إلى جمهوريات بسبب عدة عوامل كالثورات الشعبية والإنقلابات العسكرية أو التغيرات في الأنظمة السياسية بعد حروب اهلية كما حدث في لبنان ثم توالت التغيرات بين مد وجزر وعدم إستقرار الى لحظة كتابة هذا المقال، او تعرّض بعض الدول لعدوان خارجي كما حدث للعراق على مدى عقدين من الزمن حرب ايران ثم إحتلال امريكي ، بدأت ازماته من سنة 81 م الى 2003 ثم رقد على سرير المرض السياسي ، ايضاً على سبيل المثال تحولت بعض الدول الى نظام التوريث الجمهوري كما حدث في سوريا وكانت هذه الفكرة محل إهتمام بعض الأنظمة العربية لولا التحولات التي مرت بها بعض الدول مؤخراً إثر ازمات مايسمى بالربيع العربي،

 

من التغيرات التي طرأت على بعض الدول من بعد تأسيس الجامعة العربية والذي احدثت تغييراً شبه جذري كنظام حكم ومسمى الدولة .. مثلاً جمهورية مصر كانت تسمى مملكة مصر، تغيير في المسمى واسلوب الحكم والعلم والشعار، وجمهورية العراق كانت مملكة العراق كذلك تغيير في المسمى واسلوب الحكم والعلم والشعار، والانتداب على فلسطين الذي مر بمرحلة إحتلال ثم سلطة فلسطينية تحت سطوة إحتلال، والجمهورية السورية التي مرّت بعدة إنقلابات وثورات وعدم إستقرار انتهى بحكم دكتاتوري رقد على قلب سوريا عقوداً من الزمن حتى سقط قبل اشهر، ومملكة الأردن كانت تسمّى دولة شرق الاردن والمملكة المتوكلية اليمنية الذي اصبحت جمهورية اليمن الشمالي ثم جمهورية اليمن بعد الوحدة مع الشطر الجنوبي،

 

المملكة العربية السعودية هي البلد الوحيد والعضو المؤسس والذي لم تتغير هويته او نظام حكمه ولا حتى العلم او الشعار بفضل الله عزوجل ثم حكمة قادته وشعبه الذي يمثل نموذجاً حياً للحب والانتماء للوطن حيث يجسد كل فرد فيه قيم الولاء والكرامة من خلال تاريخه الغني وتطلعاته المستقبلية الطموحة بدعم حكومة فاعلة تعمل بشفافية ومسؤولية وتحفز على المواطنة وتشجع المجتمع بجميع فئاته من مواطنين على توطيد الإيمان الفكري للإنتماء وتعتبره ضرورة لبناء مجتمع متماسك ومستقر يشمل ذلك تعزيز الروابط بين الأفراد والوطن والفخر بالهوية الوطنية والتضحية من أجل الوطن الذي لاتزعزعه بثبات شعبه رياح التغيير الثورجية التي اسقطت بعض الدول جريدة صفراء في الخمسينيات او منشور على الفيسبوك في زمن "ربيع الميديا" مع الإحترام والتقدير لكل الدول والشعوب العربية،

 

إذن هنا نستنبط من هذا السرد المختصر ان هناك إستقرار وثبات سياسي اضف الى ذلك حالة إستقرار نفسي يتمتع بها الإنسان السعودي اعني بها الشعب السعودي الذي يستنكر بثقافته حالات الإضطراب ويمقتها،

 

بهذا نعتبر ان المملكة هي المؤسس وصاحبة الآثر والتأثير والقرار وصانعة الإستقرار والداعم الاقوى مالياً لهذه المنظمة العربية ومن خلال حقها في التأسيس والبناء والدعم والثبات على مدى عقوداً من الزمن بل منذو تأسيس المملكة لها الجدارة بإستضافة وإدارة الجامعة العربية،

 

كل المعطيات والمبررات تمنح مؤيدي نقل الجامعة حق التصويت او إبداء الرأي على الاقل في نقلها الى السعودية، لذلك لا داع لبعض التشنجات الصوتية والآراء الموتورة التي تلوث اسماعنا احياناً حين يبدي طرفاً ما من الاشقاء العرب او بعض السعوديين رأيه في نقل الجامعة العربية الى الرياض،

 

هي مجرّد آراء ونحن لانفرض آراءنا ولانستطيع فرضها على مستمع او قارئ،

ولكن انا اثق لمدى بعيد انه لو استفتيت شريحة كبيرة من الشعب العربي عن رأيها الخاص لأفتتك بنقلها، لأن الكثير بالحقيقة يرْ إنعدام اي مبرر لإبقائها في مصر بعد هذا الضعف الذي عاشته الجامعة العربية مع احترامي وتقديري للدولة المضيفة ولكن ايضا هناك ظروف يجب على الجميع ان يعترف بها ويقرأها جيداً كدافع قوي لبحث الموضوع على الاقل،

 

"منذ عقدين تقريباً لم نر اي تأثير للجامعة العربية" هذه اسئلة يطرحها اغلبية من العرب !

 

"منذ تأسيس الجامعة العربية والرياض مصدر قوة القرار والداعم الاكبر لأقطار الوطن العربي" هذه افعال يعترف بها اغلبية من العرب،

أبرز ما جاء في لقاء معالي الدكتور شائع محسن الزنداني مع قناة سكاي...

لا تعليق!