مختبر لكشف الخرفان

د. عادل الشجاع
الجمعة ، ٠٦ مايو ٢٠٢٢ الساعة ٠٣:٢٢ صباحاً
مشاركة |

منذ فترة وأنا أتابع مجموعة من الخرفان عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة ، البعض أضافني في مجموعات الواتس آب اعتقادا منه أنه سيؤثر علي ويضمني إلى خرفان آل جابر ، يشرح لي باستماتة طيبة السفير آل جابر وما يقدمه لليمن واليمنيين ، لكن اليمنيين بحسب قول هذا الخروف إنهم خونة ينكرون الجميل لآل جابر.

إذا أردت أن تتعرف على هؤلاء الخرفان ، فما عليك سوى أن تتحدث أو تكتب عن التدمير الذي تعرضت له اليمن وعن الدماء التي أريقت وأن التحالف أضحى يخوض حربا في اليمن ضد الدولة اليمنية وليس ضد إيران والحوثي ، حينها ستجد هؤلاء الخرفان يبعبعوا..عاااا..عاااا

طبعا هؤلاء الخرفان ضحايا لرؤية آل جابر وإعلام التحالف الذي يسوق لهم منذ سبع سنوات إسقاط الحوثي وأن الخونة الذين يشككون بقدرات التحالف هم الذين يعيقون هذا الانتصار .

المشكلة أن هؤلاء ليسوا جهلة ، فمنهم الدكتور والمهندس والمثقف والسياسي الذي يحدثك عن فن الممكن وهو لا يدرك أنه من غير الممكن الانتصار على الحوثي بوقف الجبهات وترك الحوثي هو الذي يحدد زمان ومكان المعركة ، بعد ذلك يطلع لك خروف من وسط الخرفان ويقول لك أنت سلالي مدسوس ، طيب ياخروف إفتح جميع الجبهات واقض على الحوثيين ، وبعدها بعبع كيفما شئت .

والتهمة جاهزة  أيضا من هؤلاء الخرفان لمن يطلب من التحالف أن يقوم بدوره بأنه ليس مع العليمي ، وأنه ضد العليمي ، هكذا يقفز لك بالمضلات ولإسكات بعبعة هؤلاء أقول إنني أتعامل مع الحاكم على الطريقة السلفية ، بأنه ولي أمر يجب طاعته ، لكن هذا لا يمنعني من أن أذهب مذهب أولئك البعض الذين يرون أن أزمة الشرعية تزداد كل يوم وأن تركيبة المجلس بتلك الطريقة إذا لم يسيطر عليها رئيس المجلس ستفجر المجلس من داخله .

فقد مثلت تركيبة المجلس مصالح من يمتلكون القوة إلى حد ما ، لكنها لم تمثل مصالح الناس على الأرض ، فمصالح من يمتلكون القوة قد تتحول إلى ورطة ، خاصة إذا ظل القرار متنازع عليه ، وعلاج ذلك هو 

أن يصبح رئيس المجلس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة وصاحب القرار المتفق عليه وطنيا ، لكن الذين مهمتهم التصفيق فقط للمشاهد البرتكولية تغيب عليهم مثل هذه المخاطر.

طبعا هؤلاء المصفقون تغيب عنهم الرؤية الحقيقية بسبب الهلاوس والضلالات النفسية التي تجعلهم يعتقدون بأن المشكلة هي في الشرعية وليس في التحالف ، المشكلة في هادي وليس في التحالف، مع العلم أنهم لو حركوا عقولهم قليلا لوجدوا أن الذي أزاح هادي اليوم كان يستطيع إزاحته قبل سنوات ، لكنه كان يستخدمه بما يتناسب مع مصالحه ، وحينما كنا نطالب بإزاحة هادي من السلطة وندعو إلى إصلاح الشرعية ، كانوا يتهموننا بأننا ضد الشرعية.

كما قلت وأكرر هنا بأنني لست من المصفقين لأنني لست باحثا عن السلطة ، لهذا أنا متحرر أكثر من أولئك الذين يصفقون إنتظارا لمنصب معين ، حتى لو كانوا يدركون بأنهم يصفقون لتزيين الأخطاء ، أقول بوضوح بأن المجلس الرئاسي عليه أن يضع المصارحة قبل المصالحة ويصارح الشعب بما هو مطلوب منه من دول التحالف حتى يكون الشعب معه خطوة بخطوة.

أصدقكم القول ، إننا قبل المجلس كنا أمام شبح واحد هو انقلاب الحوثي ، وبعد تشكيل المجلس بهذه الطريقة أصبحنا أمام شبح الوحدة للذين يحملونها مشاكلهم وشبح ٩٤ للذين يرفعون الشمال مقابل الجنوب وشبح ٢٠١١ للذين يريدون التخلص من فصيل بعينه 

ولن نخلص من كل هذا إلا بتسليم زمام الأمور لرئيس المجلس، فالشرعية لن تصبح كما كانت من قبل مادام هناك من يحطمها .

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!