إذا كانت السعودية جادة في دعم العليمي فلماذا لاتفتح سفارتها في عدن؟

د. عادل الشجاع
الجمعة ، ٢٠ مايو ٢٠٢٢ الساعة ١٢:٠٧ صباحاً
مشاركة |

بعد أن تم تشكيل المجلس الرئاسي برئاسة الدكتور رشاد العليمي اتجهت الأنظار مباشرة حول الخطوة الأولى التي ستقوم بها المملكة دعما للعليمي والمتمثلة بعودة سفيرها إلى عدن ومثله السفير الإماراتي والسفير الأمريكي والبريطاني ، أي سفراء دول الرباعية الممسكة بالملف اليمني والتي توقع المواطن اليمني منها أن تسند رئيس المجلس الذي عاد إلى عدن وخاطر بحياته واستقر في مدينة مكتضة بالمليشيات المسلحة والمنفلتة من أي مرجعية .

إن عدم عودة السفارة السعودية إلى عدن ومباشرة عملها من هناك يعطي رسالة مفادها أن المملكة لا تسعى إلى تأسيس مرحلة جديدة من الاستقرار وأن ما يصرح به قادة المملكة من انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي ماهو إلا ضرب من الأكاذيب ، فكيف تدعو إلى انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي وهي مازالت تستكثر عليه عودة سفيرها إليه .

كانت حجج السعودية في الماضي أن قيادات الشرعية ضعيفة وأنها غير مقتنعة بفاعليتها ، ومع ذلك مازالت تمارس نفس التراخي مع المجلس الجديد ، ولا ندري هل يعد ذلك عجزا من قيادة المملكة ، أم أن اليمن ليست حاضرة في دائرة اهتمامها إلا بكونها ضعيفة ومفككة ؟

والسؤال الذي يلح على الجميع ، هو : هل تدرك المملكة أن عدم دعمها لرئيس المجلس سيجعله ضعيفا في مواجهة كل الاستحقاقات المنتظرة منه ، وبالتالي هذا الضعف سيفسح المجال أمام إيران للهيمنة بشكل أكبر على اليمن ؟ وحقيقة الأمر ، إن ما يحدث هو في المحصلة النهائية تهوين وإضعاف للشرعية وتعزيز لقوة وهيمنة الخارجين عليها .

بالعودة إلى عنوان المقال هذا ، أقول إن عدم عودة السفارة السعودية إلى عدن ومعها بقية السفارات يؤكد أن المملكة قد أدارت ظهرها للرئيس العليمي الذي يكافح لإرساء دعائم القرار الوطني ، بل إن ذلك يغذي شعورا متزايدا بأن هناك تجاهلا للمجلس وللرئيس تحديدا .

وفي ظل هذا الخذلان السعودي ، يجب على العليمي أن يستحضر كامل قوته ، ليس في المجلس فحسب ، بل في الدولة بكاملها ، فالدستور يضعه فوق كل السلطات وكذلك القبول الشعبي الذي حظي به ، ولم يتبق سوى عودة الأحزاب السياسية إلى الدولة وبشروطها لكي تكون سدا منيعا في مواجهة محاولات فرض غياب الدولة من قبل المليشيات المسلحة ، فالبلد لم يعد بحاجة إلى مزيد من الترف والخلافات وتعطيل مصالح المواطنين ، وهذا يعني إعادة تفعيل التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية الذي تأسس على هامش اجتماع مجلس النواب في سيئون ، لكي نعلي من الإرادة الشعبية ونسقط إرادة السلاح .

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!